تعتبر السياحة الداخلية في الدول المتطورة ذات اهمية كبري لاستحواذها على غالبية الأنشطة السياحية، فهي تشكل حوالي (90%) من إجمالي النشاط السياحي في هذه الدول. وهذا يعني في المقابل أن السياحة الخارجية (الدولية والإقليمية) تسهم بحوالي (10%) فقط من إجمالي الأنشطة السياحية على المستوى الدولي. وفي موريتانيا فإن الدور الذي تقوم به السياحة الداخلية في النشاط السياحي ما يزال معدوما و هزيل وهذا يشير إلى أن إسهام السياحة الداخلية في صناعة السياحة الموريتانية ما يزال في حدوده الدنيا. ويمكن القول أن نسبة مساهمة السياحة الداخلية في البلاد منذ نشأة الدولة الموريتانية في حدود الصفر من إجمالي النشاط السياحي فيها مما يتطلب ضرورة مضاعفة جهود القطاعين العام و الخاص لتوسيع إسهام السياحة الداخلية في دعم النشاط السياحي داخل البلد تكمن أهمية السياحة الداخلية في جوانب أهمها زيادة وعي المواطنين بالأهمية السياحية لبلدهم بما فيها من مواقع جذب طبيعي خلابة ومعالم أثرية وتاريخية ومواقع تراثية وذلك لتعميق الانتماء بالهوية الوطنية. وتوسيع وزيادة تفاعل المجتمعات المحلية (Local Communities) مع مقومات ومواقع الجذب السياحي. ويترتب على ذلك توجيه الاهتمام والعناية بخصائص البيئة السياحية والحفاظ على نظافة المواقع السياحية وصيانتها وحمايتها استناداً إلى عوامل الاستدامة (Sustainability Factors). وتحقيق التكامل بين السياحة الدولية والسياحة الداخلية باعتبارهما قاعدة التطور السياحي ومحرك النشاط الاقتصادي.مما يؤدي إلى تحقيق المزيد من الانتعاش الاقتصادي في مناطق التنمية السياحية من خلال توسيع المشاريع والمرافق السياحية وزيادة الاستثمارات السياحية في المرافق والخدمات السياحية وتوفير المزيد من فرص العمل في مناطق التوسع السياحي وتنشيط الصناعات التقليدية واليدوية التي تعكس أشكال وأنواع التراث المحلي. رغم ما تمت الإشارة إليه من أهمية السياحة الداخلية في دعم النشاط السياحي، إلا أن هناك العديد من المعوقات والمشكلات التي ما زالت تعترض الجهود الهادفة إلى تطوير آفاق السياحة الداخلية في موريتانيا والتي تتركز في انخفاض معدلات الدخل الفردي ومستويات المعيشة للموريتانيبن و الاهمال الرسمي لها و عزوف الطبقة البرجوازية عنها و اختيارها للخارج كوجهات سياحية مفضلة أوقات العطل و المناسبات الاجتماعية مما يؤثر سلبا علي الأنشطة السياحية،وكبر حجم العائلة التي يصل متوسطها إلى حوالي ستة أشخاص مما يزيد من صعوبات الادخار والإنفاق على الأنشطة والمرافق والخدمات السياحية. وتعدد أنماط الحياة الاجتماعية والعلاقات الموجهة نحو الزيارات المتبادلة ورحلات التنزه اليومية . وهناك المعوقات الثقافية المتمثلة بضعف الرغبة لدى المواطنين لزيارة المعالم والمناطق الأثرية والتاريخية. وترتبط هذه المعوقات بضعف الوعي الثقافي والسياحي بأهمية هذه المواقع والمعالم السياحية. ومحدودية وضعف تنوع البرامج والأنشطة السياحية والترفيهية الموجهة للفئات المختلفة من المجتمع الموريتاني بالإضافة إلى ضعف الحوافز والمزايا التشجيعية اللازمة لتنشيط الحركة السياحية المحلية. بلادنا تزخر بكل مقومات النهوض بهذا القطاع الحيوي فلدينا ١) مدن تاريخية لها رونق و طابع خاص و صلة بكل قلب موريتاني ( تشيت، ولاتة، ودان، شنقيط) ٢) لدينا شاطئ رملي ذهبي كان يمكن ان تتم الاستفادة منه في قطاع السياحة الداخلية و ليس أخذ خيراته و تركه مياه مالحة و مقابر للموت و امكان الجريمة و هنا علي الدولة إقامة مركز شرطة بكامل افراده و عتاده و ادارته و توفير سيارات الدفع الرباعي و الدراجات النارية و زوارق الإنقاذ الصغيرة و دوريات راجلة علي طول أماكن توجد المواطنين و محط اهتمامهم لان عنصر الأمن هو اهم مقومات السياحة سواء الداخلية منها او الخارجية و لنا تجربة سلبية في عدم توفر الأمن في غرب افريقيا و بلادنا مما اثر علي توافد السياح . ٣) الاستثمار و تشجيع إقامة البنية التحتية للاقتصاد اولا الدولة مطالبة بتشيد المرافق العامة من طرق و حدائق و مياه صالحة للشرب و انارة كهربائية و مرافق عامة كالحمامات و ثانيا اعفاء المستثمرين المحلين و الخارجين من الضرايب لإنشاء و استيراد ما سيتم استخدامه في هذا المجال كنوع من التشجيع و التحفيز المبدئي و جعل هذا الشاطئ قرية عالمية متعددة الأعراق و الأجناس و ملتقي لتلاقح الثقافات و ذللك من خلال تشجيع إقامة مطاعم و مقاهي عربية و أفريقية و أوروبية و آسيوية فمن أراد ان يأكل الاكل الايطالي او الإسباني او الياباني او المغربي او الاثيوبي او البرازيلي او العراقي او الموريتاني او التايلاندي فجميع مأكولات العالم يمكن طهيها و اعدادها بالطرق الاسلامية و وفق شريعتنا و هنا نعطي للسائح حرية الاختيار في ما سيتناوله و نوفر لاي ساءح اي بيئة يريد و مقاهي متنوعة كذللك توفر كل انواع القهوة و العصير الطازج و الحلويات مما يشجع الشباب و يوفر مكان استراحة عامة لمن يريد ان يقضي حتي ساعة تفكير و راحة مع نفسه ،٤) باعتبار انواكشوط هي عاصمتنا السياسية و ثقل بلدنا الاقتصادي علينا الاستفادة ايضا منها في مجال السياحة بإقامة مهرجانات دورية تتزامن مع الأعياد و العطل مثلا للفت انتباه الاسر التي دائماً تسافر الي الخارج و هذه المهرجانات تتخللها أمسيات ثقافية و حفلات غنائية متنوعة بها مطربين من الداخل و الخارج و عروض مسرحية و توفير نفس ما تكلمنا عنه سابقا حول المطاعم و المقاهي علي احد الشوارع الرئيسة بشكل لايق و انيق و حضاري يعطي انطباعا للسائح و الزبون بان ما سيأكله صحي و سليم و له الحرية في اختيار ما يريد ان ياكله من الوجبات العالمية ، ٥) إقامة مرافق سياحية ملائمة للعائلات في داخل الوطن و تشجيع سفرهم الي داخل البلاد من خلال إقامة نشاطات سياحية و ليست سياسية و يدخل في هذا الإطار أقامة اسبوع ثقافي مثلا في احدي الولايات و تقوم الدولة بتوجيه أعضاء الحكومة و الشخصيات العامة لحضور هذه المهرجانات كما يقع عندنا ايام الحملات الانتخابية و توفير خط جوي بأسعار رخيصة كنوع من التشجيع علي الحضور . ٦) منع أعضاء الحكومة و الشخصيات السامية من أخذ عطلهم في فصل الصيف و الخريف و تشجيعهم و توجيههم اذا كان لا بد من أخذ العطلة ان يقضيها في الداخل و الزام النواب و الشيوخ و العمد بالبقاء في مناطقهم خلال العطل لان أكثرهم يقطن في انواكشوط و يصرف فيه المال و لا يشجع و لا يستثمر في مناطق السكان الذين انتخبوه . ٧) تحكم البنك المركزي في قضية صرف العملات و السيطرة علي السوق السوداء للحيلولة دون حصول الطبقة البرجوازية و رجال الدولة من الحصول علي العملة الصعبة الأجنبية التي يصرفونها خارج البلد في الاستجمام و السياحة علي حساب السياحة الداخلية و الاقتصاد الوطني . ٨) تدريب و تكوين اليد العاملة في مجال السياحة و الفندقة . ٩) ان الاعتماد علي الاستفادة من الثروات الطبيعية في بناء اقتصاد الدولة و استنزاف الخيرات المعدنية بالطرق السريعة من اجل البحث عن التمويلات لأبناءها لا يمكن ان يستمر و ليس في الصالح العام اذا اخذنا في الاعتبار عدة عوامل داخلية و خارجية و قطاع السياحة شريك رئيسي و مهم لاي موارد اقتصادية اخري في كل الدول لانه هو اكبر قطاع لامتصاص البطالة و فيه تشجيع لحركة البيع و الشراء في السوق الداخلية و لانه ليس مربوط بعوامل خارجية قد تؤثر عليه كما هو حال القطاعات الأخري المنجمية مثلا فكل ما زاد النشاط السياحي في البلد زاد عدد العمال و زادت حركة العملة و زادت ضرائب الدولة اعل ولد الحافظ