رؤيا بوست: نفى محمد فاضل ولد الشيخ محمد فاضل رئيس حزب الحضارة والتنمية أن يكون الحزب حديقة خلفية للاتحاد من اجل الجمهورية أو -الحزب الحاكم- المعروف بأن جل قياداته هم مسؤولون سامون في الدولة.
معتبر بأن انضمام بعض الشخصيات للحزب سواء ضباط سامون متقاعدون أو وزراء من النظام السابق، و شخصيات إدارية ومدنية عديدة لا يعني بالضرورة أنهم خرجوا من الباب الخلفي للحزب الحاكم، بل جاءوا قناعة ببرنامج الحزب ومشروعه وفق تعبيره.
وشدد ولد الشيخ محمد فاضل على ضرورة استمرار برنامج الاستفتاء على الدستور كما هو، مشيرا إلى أن أي تأجيل يعد موتا للمشروع برمته، كما تحدث عن الدبولوماسية الموريتانية وتطرق لتصريحاته التي أثارت جدلا واسعا في الصحافة المغربية إبان أزمة تصريح السياسي المغربي حميد شباط تجاه موريتانيا.
رؤيابوست : السيد الرئيس أهلا بكم كيف تنظرون إلى المد و الجزر الذي تعرفه الساحة السياسية منذ الدعوة الى الحوار و ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في ظل القرارات و المواعيد المتضاربة؟
محمد فاضل الشيخ محمد فاضل: مرحبا سؤالكم يغطي فترة ليست بالقصيرة شهدت فيها الساحة السياسية مواعيد كثيرة و عُـقدت فيها لقاءات و تمت فيها إخفاقات و جرى فيها تبادل للإتهامات بين من لا يرى جِـدية في ما يجْري و بين من يشترط ضمانات للنتائج.
في كل الأحوال قد شهدت البلاد في هذه الفترة حَـراكا سياسيا فُتحت فيه جميع الملفات و عبَّر فيه كل طرف عن مخاوفه و مآخذه لكن النتائج فى كل عمل مشترك تتطلب نوعا من التنازل و التضحية و هو ما غاب عن أوراق المتحاورين .
س : وثيقة المتحاورين إشترطت عرض ما اتفق عليه على إستفتاء شعبي لكن رفض مجلس الشيوخ أعاد – كما يقول البعض – السفينة إلى نقطة الصفر؟
ج : ما عاد إلى الصفر هو آلية التنفيذ التى وَجدَت الباب مُوصدا بعد رفض مجلس الشيوخ أمَّا وثيقة المتحاورين فلم يطرأ عليها شيء فقط وجهتْ وجهها شطر الشعب مباشرة من بوابة المادة 38.
س : الشيوخ يتهمون الحكومة يتجاوزهم و بعدم دستورية ما تقوم به من لجوء لإستفتاء لا يستند إلى مرجعية دستورية؟
ج : أعذرني لا أريد حقيقة أن أعلق على هذا الموضوع بالذات كان بِـودي أن تكون العلاقة بين
السلطتين الدستوريتين تتسم بنوع من الهدوء و العقْـلنة في الطرح و المُعالجة يضمن نوعا من السرية في المداولة و إختيارا لصيغ أفضل للردود و الردود المُضادة لا تجعل بيانات المؤسستين المحترمتين تُـنْـتَـظر من طرف الناس كمَشاهِدَ من فُصول مسرحية فُكاهية.
س: لجأت اللجنة المستقلة للإنتخابات حتى الآن الى ثلاث تمديدات للفترات الممنوحة للتسجيل ألا يُعتبر هذا مؤشرا لرفض الناس للعملية برُمتها؟
ج : إطالة فترات الفرص الممنوحة للمواطن لتسجيل1إسمه في القوائم الإنتخابية أمر محمود و أظن أن اللجنة المستقلة تقوم بذلك على خلفية معرفتها بأعداد المواطنين ممن يحق لهم التسجيل و مقارنة تلك الأعداد بعدد المسجلين لديها.
و إن كنا نرى أن اللوائح الانتخابية يجب أن يوجد فيها تلقائيا كل موريتاني بلغ السن القانونية، و لا يسلبه القضاء حقه المدني دون الحاجة لمثوله أمام مكاتب اللجنة أو إحداث موقع إلكتروني للتسجيل فهذا أسهل على الناس و أقل تكلفة على ميزانية الدولة .
أما قولكم إن ضَعف الإقبال على التسجيل يعتبر رفضا للعملية فاسمحولي أن لا أشاطركم الرأي فالتسجيل في بعض البلدان ذات التاريخ الديموقراطي العريق يعتبر إجباريا لكن الإدلاء بالصوت و التعبير بالرفض أو القبول أو حتى بالمقاطعة هي المعتبرة كموقف سياسي و ليس رفض التسجيل في اللوائح الذي يعتبر إهمالا في ممارسة حق رستوري و عدم إهتمام بالشأن المحلي و الوطني و المشاركة في تدبيرهما
س : هل تتوقعون تأجيلا لموعد الإستفتاء خصوصا بعد طلب التحالف الشعبي لذلك في ما اعتبره البعض إيحاءً من النظام للحزب بطلب ذلك عندما إستعصى عليه الإجراء السياسي؟
ج : لا أتوقع ذلك و أعتبر أي تأجيل جديد للموعد موتا حقيقيا للمشروع برُمته و سببا كافيا لأن يصدق المواطن كل تأويل قد يصب في الفهم القائل بعجز الأغلبية عن إقناع الناس بالطرح المُقدم للإستفتاء و بالتالي رفض التعديلات في أي موعد آخر تُطرح فيه
س : كيف ترون قطع موريتانيا لعلاقاتها بدولة قطر و ما قدمته الخارجية الموريتانية كمسوغ لهذا التصرف الذي اعتبره البعض مُشيناً
ج : لا أمتلك كل الأدوات المتوفرة لدى صُناع القرار و لم أطلع على تقارير الأجهزة الأمنية حتى يُمكنني تقييم العلاقة و تصنيفها لكن الشيء الأكيد أن السياسة الخارجية في نظام رئاسي كالذي نُطبقه في بلدنا تبقى من إختصاص رئيس الجمهورية و بالتالي فإن أي قرار سيؤخذ في هذا الاتجاه سيكون مُراعيا بالدرجة الأولى لمصلحة الوطن و مبنيا على رؤية واضحة للقائمين على الشأن
و هنا فقط أريد أن أضيف أن على الجميع أن يفهم أن العلاقات الدولية لا تحْكمها قواعد العلاقات العادية التي تنظم التعامل بين الأفراد و لا تُراعي بالضرورة تلك السلوكيات بقدر ما تهتم بمصالح الشعب و أمنه و أستقراره .
س : عوداً إلى حزب الحضارة و التنمية ..الكثير من المُراقبين – و أسمحولي بهذا الوصف – يتهمكم بأنكم الحديقة الخلفية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية و ملاذا سياسيا للضباط المتقاعدين و خزاناً لإستيعاب ما لم يستطع حزب الاتحاد استعابه بعبارة أخرى أنتم قطع غيار لحزب الدولة؟ مثلما انت احزاب اخرى وعاء للمغاضبين إبان الترشحات؟
ج : كثير من المراقبين أو بعض الإعلاميين !! ..على كل حال حزب الحضارة و التنمية حزب يشترك مع الكثير من الأحزاب السياسية و الجمعيات و الفاعلين السياسيين في دعم البرنامج السياسي الذي على أساسه تقدم الرئيس ولد عبد العزيز لشغل المنصب و بالتالي من الطبيعي أن تكون العلاقة بينه و بين هذه المؤسسات الحزبية مميزة و مؤسسة على الشراكة و التعاون و حزب الإتحاد من أجل الجمهورية مُكون من هذه المكونات و هو الحزب الحاكم الآن شئنا ذلك أم أبينا
و بخصوص الفئة التي أشرت إليها لا علم لي بقانون يمنعها من ممارسة حقها السياسي بعد إنتهاء فترة خدمتها العسكرية و هي موجودة في كل الأحزاب و حزب الحضارة و التنمية حزب الجميع و الانتماء له لا يقتصر على فئة دون أخرى و الجميع ممن يؤمنون بفلسفته و يلتزمون بتوجهاته مرحب بهم داخله فهو يسع الجميع و يستوعب الجميع
س: كُـشف في الأيام الاخيرة عن لقاءات متبادلة بينكم و بين الرئيس السابق لحزب المستقبل السيد محمد ولد بربص و مجموعته فهل يتعلق الأمر بإندماج بينكما خصوصا بعد قرار المحكمة العليا الإعتراف بما ذهب اليه مناوؤو ولد بربص
ج : الرئيس محمد ولد بربص سياسي وطني و صديق شخصي و قد رضخ دون تردد لمقررات القضاء لكنه توجه صحبة مجموعته و مناضلي توجهه إلى إنشاء حزب سياسي تم إئيداعه لدى مصالح وزارة الداخلية و نحن في الحضارة و التنمية ندعم هذا المسعى و نتطلع إلى تعاون مشترك بيننا لمصلحة شعبنا و رقي و إزدهار و إستقرار بلدنا
س : هناك تخوف لدى البعض مما قد تؤول إليه الحالة الأمنية بعد إقرار التعديلات الدستورية هل تتوقعون إنفلاتا أمنيا أو شرخا مُجتمعيا بسبب الإستفتاء
ج : نحن شعب أثبتت التجارب أننا نكون أكثر عقلانية في تصرفاتنا حين يتعلق الأمر بسلامة الوطن و اللعبة الديموقراطية لابد لها في الأخير من رابح كما لابد من خاسر لكن ممارستها و القبول بها كنظام للحكم و التداول على السلطة يقتضي القبول بنتائجها كيف ما تكون
و أظن أن من ينحون هذا المنحى في التفكير هم متشائمون و لا يعرفون مجتمعهم و يُحَضِّرون لإشعال عود الثقاب لكن هذا كله لا يصب في مصلحة البلد و لا يخدم المصالح العليا للشعب
س : لماذا ركز حزب الحضارة و التنمية في حملة التسجيلات على مناطق الشمال هل لأنكم شخصيا تنحدرون من هذه الجهة
ج : هذا غير منصف أولا أنا أحمل هوية الجمهورية الاسلامية الموريتانية و آلية اتخاذ القرار في الحزب لا تتعلق بشخصي
ثانيا لجان الحزب و مناطقه السياسية توجهت أول ما توجهت الي ولاية لعصابة و أنواكشوط الجنوبية
لكن سبب المجهود الذي أشرت اليه في بعض الولايات الأخرى مرده الي أن المناطق السياسية الخمسة داخل الحزب تمتلك الإستقلالية التامة في التخطيط و التنفيذ على مستواها المحلي و المنطقة السياسية الشمالية كان لها برنامجها الخاص بها في حملة التسجيل و لا يعود ذلك الجهد الى كوني انا أنحدر منها أو ينحدر منها غيري
س : على ضوء ما تشهده منطقة الخليج من مشاكل قد تعصف بالإستقرار و السلم العالميينْ و بحكم علاقتكم بملف النزاع في الصحراء و علاقتكم بالمبعوث الأممي السابق و بعض أطراف الصراع ألمْ يحن الوقت في رأيكم لبناء الجسم المغاربي و تجاوز الخلافات البينية
ج : نأمل أن يستلهم القادة الدرس من أزمات العالم و أن يتوجهوا بشعوبهم الى المصالحة و تصفية الخلافات البينية و أن يصارحوا أنفسهم و يضعوا حلولا لمشاكلهم قبل أن يضعها غيرهم لهم
ليس سرا أن العائق الأكبر أمام تكامل مغاربي هو قضية الصحراء التي تاهتْ داخل أروقةِ الأمم المتحدة و أصبحت أقدم قضية سياسية مطروحة عليها
و ليس سرا أن الامم المتحدة لا تمتلك الجرأة الكافية و لا تمنح الإهتمام الكافي لهذه القضية التي عمرتْ قُرابة نصف قرن و بالتالي فإن حلها موكول إلى أبناء المنطقة و الى استعداد القطبين الأكبرين المغرب و الجزائر
فنحن في موريتانيا نستطيع لعب دور لكنه يبقى دورا مُُكملا و هو مرهون بإستعداد الجهات الأخرى في البحث عن حلول للمشاكل الجوهرية المطروحة
س : أخيرا تم تعيين سفير للمغرب في انواكشوط و أنباء عن عزم الأخير تعيين سفير له بالرباط هل في رأيكم سيساعد ذلك في الدفع بالعلاقات الثنائية و التقدم بخطى نحو حل سياسي للقضية الصحراوية أو إلى إجراء استفتاء لتقرير مصير المنطقة
ج : دون شك رفع مستوى التمثيل بين الرباط و انواكشوط عامل مهم لتعزيز التعاون بين البلدين و هو أمر مهم للغاية لكنه غير كافي
فقضية الصحراء يجب البحث لها عن حل تفاوضي قابل للتطبيق يضمن مصالح الأطراف جميعا بما فيها الجزائر و موريتانيا و يعوض الشعب الصحراوي عن سنوات إضطهاده و يضمن له استقرارا على الأرض وحريةً في تدبير شأنها و رسم السياسات الخاصة بها كما يعطي للمغرب نفوذا و علاقة بالأراضي موضوع النزاع
س : أثرتم نهاية السنة الماضية قضية لگويرة و تبعيتها لموريتانيا مما أثار حفيظة الإعلام المغربي مُطالبا برد موريتاني رسمي عليكم و هو ما لم يحصل هل لا زلتم تعتبرون منطقة لگويره أرضا موريتانية
ج : لنكن صرحاء مع أنفسنا و مع أشقائنا سواء كانوا في المغرب أو جبهة البوليزاريو فمنطقة لگويرة من الناحية الإستيراتيجية هي في خاصرة المنطقة الاقتصادية الوطنية و جيبا من جيوب المنطقة الحرة بأنواذيب و بالتالي وضعها من الناحية السياسية يجب أن يكون خاصا و يُراعي مصلحة موريتانيا ثانيا منطقة لگويرة لم تشهد لا قبل الاستعمار الإسباني و لا بعده نفوذا لأي إدارة سوى الادارة الموريتانية ثالثا الجيش الموريتاني وحده ظل مرابطا بهذه المنطقة الموريتانية منذ نشأته حتى الآن و الأرض لا يمكن حيازتها بالإدعاء أو المطالبات أو بناء على خرائط لم ترسم بالتوافق بين الفُرقاء لكننا في حزب الحضارة و التنمية ما قلناه و أثار كما قلتم حفيظة الاعلام المغربي كان مطالبةً لحكومتنا برسم حدودنا الشمالية مع الأراضي المتنازع عليها فإذا كانتْ منطقة لكويرة أرضا موريتانية يجب أن تستفيد من خطط التنمية و أن لا تبقى كالمعلقة تنتظر حلا لقضية الصحراء و إما أن تكون خارج حدودنا نطالب بسحب جنودنا إذ لا نريد لعب دور الشرطي الأممي هذا كل ما في الأمر
س : سؤال أخير هل ستدعمون الرئيس ولد عبد العزيز إذا ما قرر الترشح العام الفينِ و تسعة عشر
ج : سنتفانى في دعم مرشح حزب الحضارة و التنمية و لن نألو جهد ا في أن يكون هو الرئيس القادم للجمهورية
رؤيا بوست : الرئيس محمد فاضل الشيخ محمد فاضل شكرا جزيلا على سعة صدرك