الرئيسية / كتابنا / هل يمكن أن تكون تحت الدم نبتة تزهر/ مولاي عمر
مولاي عمر

هل يمكن أن تكون تحت الدم نبتة تزهر/ مولاي عمر

تحتاج بلادي إلى أن تتغير ..فإن لم تستطع ذلك فلا بد أن تُغير ..والكيف(كيفية التغيير) قد يكون فيه بعض احمرار. تحتاج بلادي إلى أن تكون .. إنني أصبحت – رغما عني – أسأل الدم هل يمكن أن تكون تحته جذور نبتة تُزهر!

إن التفكير الدموي يتسرب إلى الذهن ..حين ترى الفقير عاجزا عن “التداوي” (الاستشارة فقط) بخمسمائة أوقية ..فتسمع أن ذلك المبلغ تمت مضاعفته.. وعندما ترى الجياع يبيتون في الأكواخ والبرد يمتص دماءهم، وآخرون يتزوجون بمئات الملايين .. وعندما ترى جهال البلاد حكامها ..وعندما ترى الدول المجاورة الأقل إمكانات تعاف ذكر اسم بلادك التي كان يمكن أن تكون زكواتها تصرف على هذه الدول .. وعندما يغمز أحدهم في بلدك فتجد نفسك مخنوقا بحرقة الكبرياء المجروح ..وتجد إباءك يضطرك إلى أن تدافع عن وطنك في مكان خطر عليك وأنت فرد غريب ..لكنك ترى السكوت على الضيم مذلة ..وإذ تبدأ الكلام مرافعا عن ذلك الوطن ترى نفسك مضطرا إلى اللجوء إلى التباهي بالقيم النبيلة فيه..وتبتعد عما يرتبط بالاقتصاد والتنمية .. وتلقى قلبك يرتعش حزنا وكمدا لكونك تعلم أن تلك القيم بدأت تتلاشى هي الأخرى. وعندما يصعقك خبر أن بلادك هي ذيل دول العالم في مدى جودة التعليم.. وتخنقك هواجس انفجار فتنة حمراء بين أبناء الوطن الواحد الذين تركهم رئيسهم يُفرقون مذ سمح لأبواق الشر أن تنطق . وعندما تنظر إلى عربات الماء تجوب شوارع المدينة الظمأى .. ولا ترى ليلة مضيئة بالكامل .. وعندما تحمل أمك إلى المشفى وأنت ترى ساقها قد التوت بعد تعرضها لكسور عديدة إثر حادث سير أليم (حدث لي شخصيا)..فيستقبلك الطبيب عابس الوجه ويأمرك بالانتظار ليقدم عليك زوجَ صديقه التي أتت بعدك ..فيجبرك على ارتكاب العنف الذي لا تجد أمامك حلا سواه وأنت ترى أمك تتألم . وعندما تشرف على الموت مرتين ذهابا وإيابا (حدث لي شخصيا) على نفس الطريق (طريق الألم) وتسمع أن عشرات استشهدوا عليه ..ويتزايد الموتى على أرجائه يوما بعد يوم. وعندما تنام لتفيق على اللصوص تحاول اغتصاب بنتك وتبتزك بها لأخذ ما تملك .. وعندما تشتم رائحة دماء القتلى الأبرياء الذين اغتالتهم عصابات الشرطة (العصابات التي تحميها الشرطة) …وعندما تبصر صديقك يخطب ابنة عمه فيُرد لأنه غير ثري …مع أن راتبه يقيم عيشه ويستره وابنة عمه . عندما ترى منح الطلاب المغتربين تنتزع تشجيعا لهم على اليأس والانتحار المعنوي . وعندما ترى النفاق يسوق كأنه فضيلة . وترى رئيسا ذا بطن سبحان الكبير ..لا يلتفت إلى بكاء الأكواخ وأطفال الشوارع الذين يستجدون نزرا من خيرات أرضهم . عندما عندما …عندما تقف على كل هذا ألن يصاب طموحك بذبحة قاتلة ! أخبروني أيها الإخوة ..هل نستحق هذا ! أليس يدفعكم هذا إلى التفكير في الانتحار… وممارسة الإرهاب .. وتأليب الناس على الانتفاض ! نعم يدفعنا جميعا هذا الإحساس الأليم إلى التفكير بكل تلك الاحتمالات والممارسات الخاطئة ..لكن يمنعنا من فعلها حب الله ..وحب هذا الوطن على علاته ..وحب الشعب البريئ الذي لن يخرجه الدم من هم إلا إلى هم أكبر .

مولاي عمر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كريستيان: لست جاسوسا وقد اتخذ إجراءات قضائية ضد مسؤولين موريتانيين(جصري)

رؤيا بوست: نفى السيد كريستيان بروفيزيوناتو رجل الأمن الإيطالي الخاص الذي اعتقل بنواكشوط لأكثر من ...

رسائل الإنقاذ والإطفاء تتواصل من منتدى السلم

في اليوم الثاني من جلسات منتدي تعزيز السلم العالمي تتواصل رسائل الإنقاذ والإطفاء من مختلف ...