رؤيا بوست: يتساءل الرأي العام الوطني بإلحاح عن سبب عدم وجود موقف أو ردة فعل من الحكومة الموريتانية على إغلاق المعبر الحدودي مع المغرب، والذي يعد شريانا اقتصاديا هاما، ويطالب الكثيرون بموقف رسمي حازم من القضية التي تمس من قوت المواطن ومعاشه اليومي،وذهب آخرون لاجترار ماضي حرب الصحراء، والتذمر من ما يصفونه بالطابور الخامس من مزدوجي الانتماء الموريتاني الصحراوي.
بينما حمل آخرون الحكومات المتعاقبة على البلاد مسؤولية انعدام الأمن الغذائي، لكن جوهر القضية سياسي محض، ويبدو أن ملف وتوقيت التحرك الصحراوي في المنقطة العازلة المنزوعة السلاح والتي تتواجد بها قوة المينورسو الأممية لم يكن بريئا، وليس من أجل إلقاء حجر في بئر مياه “القضية الصحراوية الراكدة” فقط.
لقد كان من الواضح أن السلطات الموريتانية كانت واعية حياله، وهو ما يتعلق باستياء الجزائر من فتح المغرب لقنصليات في الأقاليم المتنازع عليها في الصحراء الغربية، حيث أقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة على فتح قنصلية في الأٌقاليم الصحراوية الواقعة تحت السيادة المغربية، وهو ما بدا أن النظام الجزائري اعتبره نوعا ً من الاستفزاز خاصة أن الاتحاد الأفريقي الذي انضمت إليه المملكة المغربية لا يعترف بمغربية الصحراء، إذن المغرب لا يحترم الميثاق الذي وقع عليه لينضم للإتحاد الافريقي .
و ترى الجزائر بأن فتح القنصلية الإماراتية في الصحراء له علاقة وثيقة بالمستجدات بشأن ملف العلاقات الأماراتية الإسرائيلية، خاصة أن الإمارات تربطها علاقات جيدة مع المغرب، وللمغرب علاقات تجارية مع إسرائيل، كما أن هذا القرار جاء بعد الزيارة السرية التي قام بها مستشار الملك إلى إسرائيل….
سكوت موريتانيا
صمت موريتانيا عن هذا الوضع يعد حكيما للغاية فالمغرب في ورطة و يريد إقحام الطرف الثالث في المعادلة بكل الوسائل، حيث أقدمت وسائل إعلام مغربية محسوبة على المخزن بفبركة مظاهرات على موقع التواصل الإجتماعي والحديث عن كونها وقعة في موريتانيا احتجاجا على أزمة ما بت يعرف ب”المطيشة” أو ندرة الخضار، وهو المظاهرات التي لم تحدث في الواقع بل كشف بعض النشطاء عن ظهور صروهم في وسائل إعلام مغربية لمظاهرات وقعت منذ سنوات ولا علاقة لها بالكركارات.
وربما تكون هناك قنوات دبلوماسية لموريتانيا مع الأطراف الثلاثة، وقد تكون السلطات الجزائرية قد شرحت موقفها على ما يبدو لموريتانيا وطلبت بأن لا تتدخل و ستضمن لها الدعم و مساعدات، حيث أن الجزائر الآن تمر إلى المرحلة الثانية من سياستها (المرحلة الأولى فتح ممر حدودي مع موريتانيا ) مفادها خنق اقتصاد المغرب، وبوابته البرية على أفريقيا، خاصة أن المنافذ الحدودية مغلقة من الجانب الجزائري على مدينة وجدة المغربية.
هل لإسرائيل علاقة بالأحداث:
ليست نظرية مؤامرة كما يقال، لأن إسرائيل ليست بريئة من فتح القنصلية الإماراتية في الأقاليم الصحراوية، حيث أن القرار الإماراتي جاء بعد التطبيع مع مباشرة…
روغم الرأي العام الضاغط بسبب ندرة المواد الغذائية من خضار وفواكه بسبب غلق الحدود مع الجارة الشمالية المغرب، إلا أن موريتانيا لا تخشى أي شيء لأنها تحترم القانون الدولي و ما يحصل في الكركرات خارج عن حدودها..ولا يمكن أن يدفعها ما يمكن أن يرقى ل”الأمن الغذائي” لدخول معادلة ليست أحد أطرافها المباشرين، رغم حتمية وضع استراتيجية للأمن الغذائي خاصة في مجال الزراعة لكون الحلول تخرج من رحم الأزمات كما يقال.