المستعرضكتابنا

بالمختصر “غزواني” امتداد لنظام ديمقراطي وليس لشخص/ المامي ولد جدو

لا تزال حملات زرع بذور الشك، ومحاولات الابتزاز والتأثير على القرار من جهات في الأغلبية والمعارضة معلومة الأهداف تستنفد طاقتها وتطلق رصاصاتها  الفارغة في الهواء، في مسعى فاشل ل”عزل” الرئيس عن محيط داعميه، و تصطدم في كل مرة بالقرارات الهادئة لرئيس منتخب ديمقراطيا، يسير البلاد بثقة ويمسك مقاليد الحكم بيد من حديد داخل قفاز من حرير .

قبضة ولد الغزواني التي تجسدت عمليا في إمساك الرجل بحكمة بالغة، ووفاء نادر شهد به الجميع بعد “رصاصة اطويلة”، حيث خضعت المعارضة لتأُثير أسلوبه، وقوة إقناعه وهي في ازهى حقبها، وأوج اندفاعها، ورفعت الراية البيضاء.

 حين  أتمر الجيش بأمر قيادته، والحكومة لاستشارته، حتى عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من رحلته العلاجية وسط شائعات عجزه عن الحكم.

فالعلاقة الإنسانية، والصداقة القديمة طيلت 40 سنة منذ ايام الدراسة في الكليات الحربية، لا يمكن إلا أن تبقي على جسور الثقة والتواصل وتمنع القطيعة بحكم أن الرئيس الحالي لم يصل عبر انقلاب عسكري وإنما عبر صناديق الاقتراع بطريقة ديمقراطية.

تسلم المشعل ليواصل الطريق برؤيته ومشروعه، تطبيقا لتعهداته، وبرنامجه الإنتخابي الذي يجب أن يكون المحدد الأوحد للمسائلة أمام المواطنين، معلنا بأنه سيكون رئيسا للشعب، لكافة الشعب وليس لناخبيه دون غيرهم، من اللذين صوتو لمشروع لم يحالفه النجاح.

وقد غاب عن المشككين أن ولد الغزواني ظل قائدا للجيوش طيلة عقد من الزمن، يعمل في صمت على تحديث الجيش وحماية الحوزة الترابية حتى باتت موريتانيا فاعلا أمنيا في الٌمنطقة، توفد المئات من جنودها للمشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية كدليل على تأمين البلاد أولا، كما نجحت سياساتها مع الدول الكبرى في إستراتيجية قوة مجموعة الساحل الخمس حيث لا تزال موريتانيا ترفض الانخراط في العمليات العسكرية في ظل عدم استلامها للدعم اللوجستي، رغم تمكنها من تأسيس نواة لقوة إقليمية فريدة من نوعها في القارة.

فمن السذاجة مطالبة رئيس الجمهورية بمسح الطاولة من اغلبية وحزب وحكومة دعمته للوصول لسدة الحكم، والقول بأنه ليس امتداد لنظام سابق برؤية جديدة واستقلالية كاملة.

لقد كان من المثير أن يتصيد رواد مواقع التواصل الإجتماعي سقطت مذيع عن غير قصد، حيث ظل طيلة سنوات عمله يسمي رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز و”طاب اسم” على لسانه في النشرات الرسمية، واعاد ذكره عن غير قصد خلال النشرة الرئيسية، فتم تأويل الحادثة على انها تأتي في سياق استمرار الرئيس والنهج بشكل سوقي لأقصى الحدود.

كما أن خرجت الوزير الناطق باسم الحكومة التي بالغ فيها، تم بترها من وسائل الإعلام الرسمية كدليل على رفض الاستنساخ، و أن استمرارية النهج  لن تكون مقبولة بهذه الطريقة، وإن كان من المنطقي أن نقول بأن رئيس الجمهورية مدعوم من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والأغلبية و حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بشكل اخص، والذي يشكل العمود الفقري للموالاة، و من طيف واسع من المعارضة، ومن ابرز قياداتها،  من اللذين التفوا حول مشروع محمد ولد الغزواني وآمنوا به ودعموه.

حادثة اخرى استغلها المرجفون تتعلق باستدعاء الدبلوماسي ولد زيدان المقرب من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني اجتماعيا، وقد غاب عن هؤلاء  أن المعني يقيم منذ ثلاث سنوات في موريتانيا ولم يتوجه للكويت، ولم  يتم منحه تأشيرة من قبل السفارة الكويتية لأسباب لا علاقة لها بتصريحاته الأخيرة.

والحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد تم استدعاء المستشار السعد ولد بيه رغم مكانة والده العلامة عبد الله بن بيه وتم فصله لأنه تجاوز حدود مهنته الدبلوماسية التي تقتضي الكثير من التحفظ والالتزام، بحكم أن البعثة الدبلوماسية سفارة تمثل رئيس الجمهورية، ويجب أن تكون الآراء الصادرة لا تنحو تجاه خط موازي مع إثارة أشياء لا علاقة لها بالواقع ولا تؤثر على سير وتسيير الحكم في البلاد، بأي حال من الأحوال، وإنما تهدف لتسجيل مواقف تحت تأثير الفضاء الأزرق.

فمن المؤسف أن تسعى بعض الصفحات المجهولة والأسماء المستعارة والجهات التي تصارع الهواء، وتعاند خيارات غالبية الناخبين، لدق الاسفين في مرحلة جديدة تمت على أسس ديمقراطية، وضع لبنتها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، و تعهد محمد ولد الشيخ الغزواني بمواصلتها تحسينا وتطويرا.

مؤكدا في خرجات عديدة على أنه امتداد للدولة الموريتانية، معترفا لكل الرؤساء السابقين بما انجزوا، ومقرا بما اخفقوا فيه.

 كلام لا يحتمل التأويل.. فالرئيس محمد ولد الغزواني خرج بخطاب تصالحي، يستند على الاعتراف بما قدمه أسلافه،والعمل على مواصلة نهج البناء مع سد الخلل والنقص، مؤكدا خلاله على أن جميع الأنظمة والرؤساء اللذين حكموا موريتانيا وضعوا لبنة في البناء الوطني رغم العلات والأخطاء، و أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز قفز بالبلاد خطوات كبيرة تجاه التنمية والاستقرار والأمن، و الديمقراطية.

المامي ولد جدو

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق