نتفق بالإجماع على وجود فساد لكن لا أحد يعترف بوجود مفسدين، نتكلم كثيرا عن المبادئ ونعمل بجهد أكثر عكس عقارب الوفاء لتلك المبادئ، نؤمن بالوحدة الوطنية لكننا نكفر بالعدالة والمساواة، نشجع التعليم ونوصد أبوب الجامعة أمام بعض الراغبين في دخولها.
فعلا…نحن أغبياء، أسود عند نقاش هموم الوطن على الهواء وأرانب شاردة في الذود عنه، نحن شعب بدأت حضارته الحديثة مع المسلسلات، فتعلمنا منها التمثيل والتمثيل الخشن فحسب، لا نستخدم كلمتي شكرا ولا عفوا، الأولى لأننا ننكر الجميل ونتنكر لصاحبه والثانية لأننا متكبرون و لا نعترف بالخطأ.
ما ذا نريد ؟
كلنا سياسيون في مقرات الأحزاب وتجار في الأسواق، مولعون بالتحليل، تحليل أي شيء، نتكلم عن غزو القمر، وزوايا أشعة الشمس عند حركتها، لماذا كان ترامب ،أثناء حكمه، يتكلم كثيرا، أو لماذا يصمت بوتن غالبا؟ وما علاقة ذلك بدبلوماسية الكلام والصمت؟ نتفحص رياضة مركل المفضلة وهواية ماكرون وعلاقة فرنسا بدول الساحل، ولماذا لم تكن السنغال عضوا مؤسسا في دول الساحل؟ وعلاقة كامبيا التاريخية بالسنغال؟
لكننا للأسف أغبياء، نعترف بوجود أخطاء لكنها دوما مبنية للمجهول، لا يحاسب أحد، لكل مفسد أقارب هم من استفادوا من فساده أو كانوا ضحية له، لكنهم هم حماة اسمه واسم قبيلته، تأخذهم كما أخذته قبلهم العزة بالإثم، دعونا جميعا يرحمكم الله نشد عضد الساعين لمحاربة الفساد، بتجرد، دون حمية الجاهلية وبعيدا عن الظلم وتصفية الحسابات، واعلموا جميعا أن الشعب يريد استرجاع أمواله المنهوبة كاملة غير منقوصة، بهدوء وجدية وحزم ومسؤولية.
تحياتي.
محمد حبيب الله ولد الحاج محم.