
رؤيا بوست: أثناء الغزو الأمركي للعراق وبعد سقوط بغداد في سنة 2003 أنتشرت عمليات السلب والنهب والفلتان الأمني، وغادرت معظم أو غالبية البعثات الدبلوماسية الأجنبية في العراق مقرات السفارات، بما فيها البعثة الدبلوماسية الموريتانية وتركتها عرضت للنهب والعبث.
بقيت السفارة الموريتانية خاوية على عروشها وبها كافة المقتنيات والوثائق والعلم يرفرف بداخلها، تكفل مواطن موريتاني مقيم في العراق _وهو ضابط سابق في سلك الشرطة الوطنية خريج كلية بغداد ومتزوج من سيدة عراقية- بحمايتها، الشيء الذي فرض عليه البقاء مع أسرته، لكنه ما لبث أن دفعه الشعور الوطني للتوجه نحو مقر السفارة الموريتانية و تكفل الشيخ ولد اباه بحماية المبنى والعلم من الغوغاء.
لم يفكر الشيخ الذي كان يجيد استخدام السلاح بعواقب التصدي للصوص والنهبة الذين عاثوا في عاصمة الرشيد فساد وإفسادا ونهبا وقتلاً، بل حمل بندقية كلاش نيكوف وتوجه صوب مقر السفارة المملوك للدولة الموريتانية وهو أرض موريتانية بموجب اتفاقية جنيف، حيث صمد هناك يهدد كل من يحاول النيل من السفارة والعبث بمحتوياتها أياما وليالي حتى اجتاحت القوات الأمريكية المحتلة المنطقة التي توجد بها السفارة، وتحدث مع عناصر قوات المارينز اللذين دخلوا السفارة وسيطروا على المبنى بعد حديث ودي مع الشيخ ولد اباه تأكد لهم من خلاله أنه مواطن موريتاني وفي أرضه وبيده سلاحه وأن هدفه كان حماية السفارة من اللصوص اللذين عبثوا بالمقرات الحكومية والسفارة الأجنبية التي لم تسلم منها سوى سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهو أمر معلوم لدى جميع الدبلوماسيين اللذين تعاقبوا علي السفارة لاحقاً ويعود الفضل في ذلك للشيخ ولد اباه.
