المستعرضمال وأعمال
موريتانيا تترأس اجتماع وزراء الوصاية لمجموعة الخمس بالساحل

في إطار متابعة جهود التنمية في مجموعة الخمس بالساحل، ترأس رئيس مجلس وزراء المجموعة، السيد عبد العزيز ولد الداهي، بعد ظهر اليوم، الثلاثاء 16 يونيو 2020، اجتماعا عبر الفيديو، لوزراء الوصاية في المجموعة.
يتمثل الهدف العام لهذا الاجتماع في المساهمة في التنفيذ الفعال لبرنامج الاستثمارات ذات الأولوية (PIP) في منطقة الساحل، وتقييم مستوى تعبئة التمويلات المعلن عنها سابقا، وتقييم مستوى إنجاز المشاريع المدرجة في إطار البرنامج الآنف الذكر، فضلا عن دراسة وتحديد المبادئ التوجيهية المناسبة للتعبئة الفعالة للتمويل في سياق انتشار جائحة كوفيد-19.
ويعتبر برنامج الاستثمارات ذات الأولوية (PIP) بمثابة الأداة التنفيذية لاستراتيجية التنمية والأمن (SDS) للمجموعة الخمس بالساحل. وكانت مرحلته الأولى (2019-2021) والمكونة من محفظة مشاريع تضم 40 مشروعا استراتيجيا، موضوع مؤتمر للمانحين انعقد في انواكشوط في دجمبر 2018؛ وأسفر عن تعهدات بالتمويل وصلت إلى حوالي 2 مليار يورو، تم تخصيص مبلغ 266 مليون يورو منها لتمويل البرنامج الإنمائي العاجل (PDU).
في الوقت الراهن يمثل المستوى المندمج لتعبئة الموارد نسبة 20% من مجموع التعهدات المعلن عنها، وهو مستوى بعيد جدا من التوقعات.
ومع ذلك فإن الجمعية العامة الأولى لتحالف الساحل، والمنعقدة يوم 25 فبراير 2020 في انواكشوط، قد قررت الإسراع في تنفيذ المشاريع والعملَ بشكل أكثر سرعة وكفاءة، ولا سيما من خلال:
– إنشاء صندوق مشترك يعتمد مسطرة سريعة للتعبئة ؛
– اعتماد تفويضات تتعلق بالصناديق والتمويل التشاركي والمشاريع المشتركة ؛
– دعم الموازنات بغية مواكبة إصلاحات معينة ؛
– اعتماد مبدا إعلان حالة الأزمة لتبسيط الإجراءات ؛
– اعتماد مقاربة متعددة القطاعات حول محيط الأزمات ؛
– الاستعانة بالفاعلين المحليين (المنظمات غير الحكومية، المجموعات المحلية، والشركات) ؛
– إدخال إصلاحات على المساطر الوطنية الناظمة للصفقات.
بالإضافة إلى ذلك، تميز اجتماع مجلس وزراء الوصاية لمجموعة الخمس بالساحل بنقاشات مطولة حول الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19 والأثر المدمر لهذه الجائحة على اقتصاديات الساحل الهشة أصلا بفعل تداعيات انعدام الأمن والتغير المناخي.
وفي هذا الإطار، كان قد تم إنشاء منسقية للرئاسة الدورية، ترمي إلى تنسيق الجهود الإقليمية للتصدي للجائحة وآثارها. كما دعا رئيس مجلس الوزراء، السيد عبد العزيز ولد الداهي، في رسالة وجهها سابقا إلى الشركاء، بدعم الخطط الوطنية للتصدي للجائحة.
وهكذا خصص البنك الدولي مبلغ 14 مليار دولار أمريكي للتصدي لكوفيد-19 في العديد من الدول، من بينها دول مجموعة الخمس بالساحل. كما قام البنك الإفريقي للتنمية بتقديم دعم بحوالي 21,8 مليون دولار أمريكي لإعداد مشروع إقليمي عاجل لمكافحة الجائحة. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز قدرات البلدان الخمس على الحد من انتشار الفيروس وإنشاء أنظمة مرنة للنفاذ إلى الخدمات القاعدية (الصحة والرقابة الوبائية والغذاء وشبكات الأمان الاجتماعي، إلخ).
وقد أعرب المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا عن استعداده لتقديم دعم في المجالات الصحية والإنسانية والتنموية، ولا تزال المباحثات جارية معه بهذا الصدد.
على صعيد آخر، من المتوقع أن يتعرض سكان بلدان المجموعة لأزمة غذائية حادة بسبب الآثار المشتركة لانعدام الأمن والتدابير المتخذة لمحاصرة الفيروس. ومن شأن مخاطر غزو الجراد الجائح والحشرات الضارة، والتي تلوح في الأفق، أن يكون لها تأثير طويل الأمد على الأنظمة الأغذية-الزراعية في بلداننا.
إن الوضع الرعوي في منطقة الساحل مثير للقلق بسبب إغلاق الحدود وعدم نفاذ قطعان الماشية إلى المراعي لأسباب مرتبطة بإغلاق الحدود، وهو ما يزيد من خطر اندلاع نزاعات بين المكونات المجتمعية.