المستعرضغرافيتي

الطالب ولد امبارك.. الوزير الذي تأثر آلاف الموريتانيين من قصة كفاحه

رؤيا بوست: حملت التشكيلة الحكومية الأولى في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجها غير مألوف سياسيا لدى عامة الموريتانيين، وليست له صولات وجولات في ميادين التنافس السياسي بالبلاد، لكن فئة هامة وحيوية تأثرت به وبكت وتفاعلت مع قصة كفاحه التي كانت صادقة وبسيطة دون تكلف أو حرج.

وتأثر هو ذاتخ عند رواية تفاصيل رحلته نحو تحقيق احلامه وبكى رغم أنه شخصية دائمة التبسم، وتتعامل مع الأمور بنمط جديد يكسر البروتكول، و نمطية الوجوه الخشبية المعهودة للمسؤولين.. فمن هو أبو ضحكة “جنان”.

هو الإطار السابق في البنك الدولى بالجمهورية التونسية، والوزير الحالي الدكتور الطالب ولد سيد احمد امبارك الذي روى لشبكة الرؤية كيف أوصلته الهمة العالية لأرفع المناصب، متخليا عن لعق الجراح وعبودية الألم والقهر، لأن من يهتم كثيرا بلعق جراحه لن يستطع اللحاق بالآخرين، ولن يتمكن من تحقيق أحلامه، و سيبقى في المؤخرة كما يقول الفيلسوف مارك توين.

كان حرا في إرادته وفكره، رغم انه نشأ في بيئة لا تساعد على التميز، هو إبن الريف الذي ترعرع في قرية ادباي اودي أهل الشيهب التابع لمقاطعة كنكوصة، والده كان حمالا ووالدته رحمها الله كانت ربة منزل لها بسطة تبيع عليها بعض الأِشياء البسيطة “مولات طابلة ” .

وقال لرؤيا بوست عن لحظة بكاءه في المقطع:”..اجهشت بالبكاء وكأن القصة التي اقوم بروايتها سلسلة حياة تذكرتها بأدق تفاصيلها، وتذكرت بأن أمي لم تعد على قيد الحياة، وأنها عانت الكثير من الصعوبات، ومدى تعلقها بأهمية دراستي وما بذلته خلالها، هكذا عادت بي الذاكرة للوراء وتأثرت لأنني احتاجها، لأن الرجل عندما يصل مرحلة من حياته يحتاج لركيزة يستند إليها”

بقي التلميذ “الطالب” مستمعا من نوافذ الفصول الدراسية بعد توقفه عن الدراسة لفترة بسبب فقر اسرته التي ظلت تتنقل طلبا للعيش الكريم.

نهض من جديد وكأن ماردا بداخله يدفعه للتفوق دراسيا والحصول على الشهادة والمنحة والتوظيف.

لم يضع نصب عينيه أن دولة، أو مجتمعا، أو عرقا، أو شخصا بعينه هو من تسبب في واقع اسرته الفقيرة، فبدأ بتغيير نفسه، و كان لإصراره وإرادته على التعليم عاملا للتفوق والنجاح،  في مسيرته الدراسية التي اوصلته لارفع المناصب رغم الاكراهات وضيق ذات اليد.

سألته رؤيا بوست عن سبب بكائه أثناء المقابلة فأجابنا بأنه تذكر زغاريد والدته بعد أن سمعت في المذياع خبر نجاحه في مسابقة البكلوريا وكان يود لو أنها على قيد الحياة لتشاركه كل افراحه.

وقال في إحدى كتاباته:”.. يجب أن اعترف أن خسارة امي في العام 2012 اقنعتني بشيء واحد هو التعلق بجذوري الريفية”.

هذا الوزير الإنسان المتعلق بأصوله والفخور بانتمائه، سيحمل على عاتقه أعباء تكليفه بتحسين وضع ما تقدمه وزارة التشغيل والشباب والرياضة بعد أن الحقت به إدارة التشغيل في حكومة الوزير الأول إسماعيل ولد الشيخ سيديا.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى