عن الحضور الأول لرئيس موريتاني في مقر الناتو/ المامي جدو
15 يناير، 2021
المامي ولد جدو
لا أتفق معك، ليست لنا نفس الرؤية، الأمور تتقدم، هناك تفاهم يجب تعزيزه، كلمات من بين أخرى اجاب بها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على أسئلة الصحفيين بكل هدوء وثقة، حتى عندما حاول أحد الصحفيين جره للخطأ من خلال السؤال عن مدى استفادة موريتانيا من التقنيات المتطورة من خلال التعاون مع حلف الشمال الأطلسي أكد له بأن ا لأمر يتعدى موريتانيا لأن هناك مجموعة دول وإقليم يجب أن يحظى بالدعم اللازم في إشارة لمجموعة دول الساحل الخمس التي يتولى رئاستها الدورية.
كان جليا من خلال الحضور الأول من نوعه لرئيس موريتاني في مقر حلف الشمال الأطلسي القوة العسكرية الأكبر في العالم مدى تماسك أفكار ورؤى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ومن خلال المؤتمر الصحفي في مقر الحلف مع أمينه العام ينس ستولتنبيرغ يتضح مدى تماسك الإجابة، ورجاحة الفكر، والقدرة على جذب المتابعين بقوة كلماته ودقة اختيارها في كثير من الأحيان .
كتبت روسيا اليوم عنوانا بارزا يقول”..أول رئيس موريتانيا يدخل مقر حلف الشمال الأطلسي” وقالت الصحيفة بأنه رغم كون العلاقات بين موريتانيا والحلف العسكري تمتد منذ ربع قرن إلا أن ولد الغزواني هو الرئيس الوحيد الذي قدم له الحلف دعوة للحضور، ووصفت المحادثات بأنها كانت بناءة، فيما أشارت صحيفة الوفد المصرية لتأكيد ستيلتنبيرغ على زيارة وفد عسكري من الحلف لموريتانيا قريبا من أجل دراسة التعاون العسكري.
لقد ركز الرئيس غزواني خلال المباحثات بشكل هام على كون موريتانيا هي مركز نقل المهاجرين الغير شرعيين اللذين يلتمسون اللجوء في أوروبا الشيء الذي يطرح تحديا بالغ الصعوبة للأمن الإقليمي، ما يتطلب دعم قدرات الرقابة البحرية للجيش الموريتاني، وجهاز خفر السواحل، عوضا عن دور الجيش الموريتاني في التعاون لمحاربة الجماعات المتطرفة حيث يشعر الناتو بقلق عميق إزاء الوجود الكبير للجماعات المتطرفة في منطقة الساحل، ومن المقرر أن يضاعف الناتو من مساعداته للجيش الموريتاني من خلال برنامج تعزيز التدريب الدفاعي (DEEP). والعمل مع موريتانيا بشكل ثنائي وفي سياق مجموعة دول الساحل الخمس.
قبل الحضور البارز للرئيس الموريتاني كانت المباحثات مع رئيس المجلس الأروبي شارل ميشيل، واللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بنظيره الفرنسي ايمانويل مكرون مليئا بالمشاهد التي تمكن قراءتها لتكتمل صورة المشهد الذي ترسمه موريتانيا لنفسها في محيطها الإقليمي والدولي، عوضا عن النجاحات التي حققتها البلاد رغم أزمة كوفيد-19 العالمية حيث تتواصل المشاريع المقررة سلفا في برنامج الرئيس رغم الإكراهات الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الجائحة.