المستعرضكتابنا

إنطباع أولي عن الغابة/ المامي ولد جدو

بعيداً عن النقد المدبج، وخطب المديح والهجاء أو حتى الفتاوى التحريمية، التي تصدر في حق المسلسلات الرمضانية، أو التدوينات المشيدة أو الساخرة، سنتناول في عجالة الحلقة الأولى من المسلسل الذي تعثر عرضه حتى اليوم الرابع من الشهر الفضيل الغابة.

إسم المسلسل يوحي بانطباع عن الأكشن، في حين أنها دراما اجتماعية أسرية، فلم نشاهد في الومضة الإشهارية للمسلسل أي مشاهد عنف ولم تتضمن الحلقة الأولى من شيء يوحي بالصدام سوى مسدس على خاصرة أحد المملثلين الذي يؤدي دور شاب يحمل صفات وديعة، وهو ليس سوى الشاب آدم مولود عارض الأزياء الذي تحول لممثل .

لكن قد يقول قائل بأن دلالة الإسم تشير لقانون الغاب الذي يقول بأن البقاء للأقوى.

كان تتر المقدمة وكلمات وأداء الأغنية مميزا، تحمل “نوته” حزينة كتعبير عن تراجيديا  القصة، كما أن الديكور واماكن التصوير كانت مغايرة للصالونات التقليدية المعتادة في المسلسلات الموريتانية، والموسيقي التصويرية تحاكي كل مشهد، كما هو حال مكياج الممثلين .

القصة ليست بعيدة عن قصص الدراما الموريتانية حيث تتناول الأحداث وراء الأبواب الموصدة، تحاول تقديم معالجة نقدية لبعض التقاليد الإجتماعية في البيوت الموريتانية كما ظهر من التضاريس الأولية للغابة .

بعض الممثلين تحس بأن أصواتهم مسجلة وليست حية، كما أن الوقفات عند الحوار تشعرك بأن الممثلين ربوتات، رغم الأداء الجيد نسبيا.

 ينظر البعض للدراما الموريتانية عادة أنها لا تعدوا كونها أعمال درامية هدفها التسلية فقط , و ليس الهدف منها علاج الظواهر الاجتماعية أو النقد السياسي , ولذلك فهي غير مُلزمه بالمعايير الموضوعية أصلاً , وبالنسبة لما قد يحدث فيها من أخطاء رغم تحاشي العبارات الخارجة عن الذوق.

و أما ما نشعر به من حساسية مفرطة تجاهها فإن ذلك بسبب ما تعودناه من تضخيم و تهويل لكثير من مشكلاتنا وقضايانا .

ما نود تأكيده هو شجاعة القائمين على السينما والدراما عندنا بسبب ندرة الوسائل والخبرات، كما أننا لسنا بصدد إصدار حكم نقدي تقويمي على هذا العمل في مهده، فلعل الحلقة الأولى تكون الشجرة التي تحجب الغابة التي تخبيء الكثير من التشويق وتكتنز الأحداث ذات السيناريو الهادف والإخراج المحكم.

وكما يقال بأن الدراما تكون أفضل دائما في نهايتها حيث تأسر المشاهد وتبقى الأحداث عالقة في ذهنه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق