استقصاءالمستعرض

“آيات الغرام” ..تظهر على رئيس موريتانيا المنصرف تجاه جاكرتا

رؤيا بوست: يعد فلم “آيات الغرام” اكثر عمل سينمائي متابعة في اندونسيا فقد جسد هذا العمل محاولة السينما الاندونسية الموافقة بين الدين والغرام  حسب منطق كاتب سيناريو الفلم ، لكن المهم بالنسبة لنا هو توضيح سبب هذا الغرام المضطرد من قبل الرئيس السابق لأرخبيل الجزر الأندنوسية اسابيع قبل مغادرته للسلطة؟

فقد اثار القرار المفاجئ لرئيس الجمهورية المنصرف محمد ولد عبد العزيز بنقل سفارة تمت برمجة افتتاحها في كوالالامبور العاصمة الماليزية نحو ارخبيل الجزر الاندونيسية الكثير من علامات الاستفهام، بسبب حساسية العلاقات بين الدول المتحادة من جهة وبسبب توقيت القرار.

و أقرت الحكومة الموريتانية اعتماد تمثيل دبولماسي من طرف واحد في دولة ماليزيا ذات الاقتصاد المزدهر والتي تربطها بموريتانيا علاقات عديدة وتشتركان في منظمات دولية من ضمنها منظمة المؤتمر الإسلامي، وسبق لبتروناس عملاق صناعة النفط الماليزية أن عملت في استخراج النفط في موريتانيا بعد شرائها لحصة شركة وودسايد الاسترالية سنة 2008، وانهت اعمالها في موريتانينا نهاية 2017.

وقد أصدر الرئيس السابق تعليمات بتعيين سفراء في عدد من البلدان، و على بعد اسابيع قليلة من مغادرته للسلطة قرر تحويل وجهة البعثة الدبلوماسية إلى جاكرتا، وتمت تسمية المستشار الثقافي برئاسة الجمهورية سابقا محمد ولد الطالب سفيرا في اندونيسيا، وهو شاعر لا علاقة له بالسلك الدبلوماسي، كما تم تعيين مدير الديوان أحمد ولد باهية  سفيرا في باريس، ما يشي بأن الأمر عبارة عن مكافئة نهاية خدمة، وليس قرارا لخدمة الصالح العام وصورة البلد ومصالحه.

ويعد السفير ممثلا لرئيس الجمهورية، ولا ينبغي أن يقوم رئيس منصرف بتعيين سفراء جدد على اعتاب مغادرته للسلطة، خاصة أن هؤلاء كانوا من الموظفين السامين في رئاسة الجمهورية خلال حقبة الرئيس السابق .

ومن الجدير بالتنويه أن دولة اندونيسيا ليس لها سفير مقيم في موريتانيا، وإنما تم اعتماد سفيرها في الرباط لرعاية مصالحها بنواكشوط، فكيف يتم تحويل سفارة -تمت برمجتها منذ ثلاث سنوات ويتم التبويب على مصاريفها منذ 3-4 سنوات في كل موازنة سنوية – نحو دولة اخرى؟ و بقرار اتخذ في اسابيع قليلة دون مبررات منطقية، الشيء الذي يضع علامات استفهام عديدة حول الخطوة التي يرى مراقبون بأنها لم تراعي مبدأ الأعراف الدولية المتعلق بالمعاملة بالمثل.

وفي السياق ذاته تم اعتماد سيد أحمد ولد عبد العزيز شقيق الرئيس المنصرف قنصلا شرفيا لدولة اندونيسيا في حفل اقيم بسفارتها في الرباط بحضور ممثل عن السفارة الموريتانية.

رغم أن منصب القنصل الشرفي ليس ذا قيمة قانونية ولا يمنح القانون الدولي أية حصانة دبلوماسية للقناصلة الشرفيين، وإنما يستغل لتسهل عمليات تجارية فقط، وغالبا ما يتم تعيين رجال اعمال وشخصيات ثقافية ومجتمعية قناصلة شرفيين لبعض الدول التي ليست لها بعثات دبلوماسية في بلدان اخرى.

وفي إطار المجاملات يتم منحهم ترقيم دبلوماسي لسيارة، ويرفع علم الدولة الممثل لها فوق منزله أو شركته، أو ما يعتبره مقرا للعمل، وليس هناك أي امر ملزم قانونيا، وللقنصل الشرفي صلاحيات محدودة جدا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق