ولد حرمة: مرشحنا لا يملك شركات ولا بنوك ويجب التعويل على برنامجه الانتخابي
23 مارس، 2019
عبد السلام ولد حرمه
رؤيا بوست: دعا الدكتور عبد السلام ولد حرمة -رئيس حزب الصواب- الناخب الوطني للتعويل على البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب النائب بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، وقال _في حوار مع رؤيا بوست-بأنه لم يشارك في الفساد، وليست لديه أموال، ولكنه صاحب خطاب سياسي وبرنامج انتخابي يلامس تطلعات المواطنين وفق تعبيره.
وشدد على مصيرية تحالف المعارضة في الشوط الثاني في حال حدوثه، بعد فشل تحالفها في الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية المقبلة، ونفى أي علم له بلقاء جمع المرشح بيرام ولد اعبيدي لرئاسة موريتانيا والملياردير بوعماتو، موضحا بأن مرشحهم يعتمد على برنامج إنتخابي وخطاب سياسي يلامس طموحات الشعب الموريتاني، لكن التمويلات تطرح مشكلة بالنسبة للمرشحين الغير معروفين باقترانهم بانظمة الفساد وفق تعبيره.
حوار المصطفى الولي
هل سيوقع حزب الصواب اتفاقا مع المعارضة في حال كان هناك شوط ثاني؟
هذا الموضوع من القضايا الأساسية التي كنا نناقشها ومازلنا على مستوى المعارضة ، وبالتأكيد أنها ستكون محل اتفاق ، ونحن ندفع إليه ونطلبه ، وأظن ان زملاءنا في المعارضة يسعون لذلك ، لأننا نخطط للاتفاق على نقطتين هما : فرض الشفافية وحياد الإدارة ، وعلى دعم من يتأهل من أطرافنا إلى الشوط الثاني حتى أنا بقية الأطراف الأخرى ستدعمه ، وإكان الخيار يبقى واسعا فيما يتعلق بالمعارضة ، ولكن هذا مقترحنا وقد تقدمنا به ، كما تقدم به كل زملائنا في المعارضة ، إلا أنه مازال بحاجة إلى توقيعه وإخراخه بطريقة رسمية وعلنية .
والمرشح بيرام سيعلن رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية ، كماهو مقرر يوم الإثنين في 25 من الشهر الجاري في دار الشباب القديمة.
ماهي مصادر تمويل الحملات الانتخابية لمرشحكم؟
التمويلات من معضلات العمل السياسي في دول العالم الثالث ، وخصوصا بعض هذه الدول كموريتانيا ، لأن العمل الإنتخابي يتطلب موارد وإمكانيات لتعبئة الناس وشرح البرامج لها وتهيئتها وتسهيل عملية التصويت لها على الوجه الأسلم والصحيح ، بالإضافة إلى ماتتطلبه من طباعة البرنامج الانتخابي وتهيئة مصادر بشرية ولوجستية كبيرة ، والعالم الديمقراطي في الديموقراطيات المتوسطة والعريقة ، هناك طريقة تفتح من خلالها حملات تبرعات مباشرة للمواطنين يعطون فيها تبرعات عادية ، وبمقدار حجم هذه التبرعات يكون مقدار فرص نجاح المترشح من عدمه ، لكن هذه الطريقة — للأسف الشديد — ليست موجودة في موريتانيا ، بل وجد عكسها ، مع بداية الديموقراطية في البلد ، والتي تلازمت أن المرشح هو الذي يصرف ويعطي ويتبرع لصالح حملته ، وهذا يطرح مشكلة ، وهي أن المرشحين لاحظ لأحدهم عدا من عنده وسائل وإمكانيات ، وهذا لايكون في العادة صاحب خطاب يراعي مسؤولية العمل السياسي ، بل إن أغلب الناس التي امتلكت وسائل وامكانيات في السابق وفي القريب هم أناس حصلوا على هذه الوسائل والإمكانيات عن طريق مصادر غير شفافة ومعروفة .
وبالتالي يبقى المرشح بين خيارين : إما أن تكون لسيت لديه وسائل ، وحينذ تطرح أمامه معضلة حقيقية ، أو تكون عنده وسائل للتحصيل ، والغالب فيها أن ظروفها العادية لاتتم بطريقة شفافة وصاحبها لايؤمل فيه تقديم شيء للصالح العام ، لأن الطريقة التي حصل بها على هذه الإمكانيات مجرد وسيلة لخدمة الصالح الخاص ومصلحته الشخصية ، وهذه عادة تتنافى مع المصلحة العامة .
إذا .. مرشحنا ليست لديه وسائل خاصة ، ولا امكانيات ، لأنه لم يكن تاجرا ولم يشغل أي منصب في الدولة ، ولم يشارك في فساد أو نهب مال عام ، فهو يعول على خيار دعم الناخبين وقواعده الشعبية ومساعدتهم في حملة مرشحهم ، ولا أريد أن أتحدث هنا بلغة ” خشبية ” لأقول بأن هذا متاح ، بل أعرف أنه مسألة صعبة ، لأن البلد لم يتعود على هذا ، إنما تعود على أن الناس الداعمة تأتي إلى المرشح تريد منه المساعدة ، بل أكثر من ذلك تحول الحملات الرئاسية والتشريعية في أماكن كثيرة إلى مصدر للدخل وطلب الموارد ، حتى الموارد غير المخصصة للحملة ، ومع ذلك فنحن نطرح هذا الإحتمال ، ونؤمل إن شاء الله أن داعمي المرشح من التجار ورجال الأعمال والناس العادية ، أن يقدموا الدعم للمرشح ، ووسائل نجاحه وحملته حتى تكون ناجحة ، لأن هذه هي طريقتنا الوحيدة ، ومايقال غير هذا فهو غير دقيق ومجرد تشويه ، لأن “الفظة ما تدرك” ، والمرشح بيرام لوكانت عنده ” الفظة ” لاستلزم ذلك وجود شركات ومؤسسات وبنوك واستثمارات كبرى ، وهذا لا يتوفر عليه مرشحنا بيرام ولد اعبيدي، ومن عنده هذه الأموال معروف ومن ليست عنده معروف أيضا ، وبالتالي فبيرام ماعنده سوى خطابه وبرنامجه وتوجهه ، لذلك ينبغي أن يتم التعويل عليه وعلى برنامجه السياسي الذي يهدف أساسا إلى خدمة الصالح العام، وليس فئات وجهات ومصالح ضيقة.
هل التقى بيرام برجل الاعمال محمد ولد بوعماتو؟
من الأفضل الاحتفاظ بهذا السؤال لتوجيهه لبيرام، ولكن بيرام رجل من موريتانيا وبوعماتو كذلك وليس مستبعدا أن يكون قد التقى به ولكن ليس لدي معلومات.
ماهي الاجراءات العملية لملف الترشح “الضامن الانتخابي” بما انكم حزب لا يتوفر على ذلك الضامن؟
لسنا وحدنا.. هناك عدد من المرشحين لحد الساعة سيقدمون ملفات من احزاب لا تمتلك عمدا ومستشارين يمكنهم تزكية ملف الترشح، ولكن المنتخبون من عمد ومستشارين انتخبهم الشعب الموريتاني ولا يوجد عائق قانوني لعدم توقيعهم لأي مرشح، وذات الفرص متاحة لمرشحنا كباقي المرشحين.
كيف واجهتم الحملة ضد التحالف بين حزب الصواب وجناح إيرا السياسي؟
بعض دوائر ساحتنا الوطنية ولأسباب مختلفة عبرت عن استغرابها لخطوة حزب الصواب في تشبيك جهده السياسي والنضالي مع تيار حقوقي وطني عريض تأسس على تحقيق أهم الأهداف الاستراتيجية الكبرى في بلادنا وهو محاربة الرق المقيت وإزالة مخلفاته، وباستثناء من لهم دوافعهم الخاصة، لم يدرك هؤلاء أن حزب الصواب تأسس على قيم العدل والمساواة ومحاربة كل امتياز لا يبرره جهد صاحبه وأن جذور تاريخه النضالي هي من وضع أصحابها اللبنات الفكرية والسياسية لمكافحة الرق ابتداء من نهاية سبيعنيات القرن الماضي كما هم موثق بعناية في كتاب ( البعث والحراطين) وكانت مبادراتهم في مقدمة الجهود النزيهة التي شاركت من داخل النظام في دفع الجهود الرسمية المحتشمة لإصدار قرار إلقاء الرق 1980 و قدمت اقتراحا بتأسيس أول صندوق ائتمان وطني لتعويض ضحايا الرق، وترقية مناطق العبيد ، وأدت تلك الجهود المبكرة أن يكون أول المانحين لهذا الصندوق هو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي من خلال دفعة أولى تمثلت في مبلغ ثلاثة ملايين دولار قدمها شخصيا في انواكشوط الأستاذ بدر الدين مدثر، أمين عام حزب البعث في القطر السوداني الشقيق وهو المبلغ الذي وضع عليه النظام يده بعد موجة اعتقالاته الواسعة للبعثيين في فبراير 1982، ونقله من حساب خاص إلى ميزانية الدولة! منهيا بوادر الجهود الرسمية الضئيلة أصلا للقضاء على اخطر الظواهر التي تنخر جسمنا الوطني.
و بفعل الإهمال الرسمي المتواصل وعجز السلطة البين عن التعامل السليم والصارم مع الرق ومخلفاته طيلة العقود الماضية، وتنامي تأثير دوائر الغباء والسوء في شأننا الوطني بدات الثقة تتلاشى بين مكونات نسيجه الطبيعي، في ظرف سياسي اتسم بتعثر كل الخطوات المنتظرة لانتقال ديمقراطي قد يؤمن ظرفا مناسبا لمعالجة الملفات الكبرى على نحو أكثر حكمة ومسؤولية، وهو ما حتم على كل القوى التي تشعر أن لها دورا تاريخيا وآنيا في هذا الجانب أن تتكاتف جهودها، لتضميد جرح غائر لكنه سهل العلاج لمن يمتلكون الإرادة والرغبة والصدق، وذلك هو حال الجهتين اللتين وقعتا وثيقة الاتفاق السياسي الأخير: حزب الصواب بجذوره الفكرية التنقدمية وتاريخه النضالي و حضوره السياسي، والتيار الوطني الداعم للمرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي بتوهجه النضالي وصموده واندفاعه الثوري وتضحياته الحقوقية الجسام..اتفاق سياسي وطني من أجل موريتانيا آمنة متصالحة مع نفسها تتقاسم الثروة والعدل والمساواة، وتؤمن لنفسها الأمن والإنصاف بعيدا عن كل وصاية، ولن يؤثر فيه غمز خصوم وحدتنا الوطنية ولا الترصد وسبق الإصرار للقيام بالوشاية و الفبركة الإعلامية التي قذفت آخر سمومها فيما يتداوله الناس هذه الايام.