” لمرابط الحلم” ( مناقشة لمقال اكس ولد اكس اكرك)/ محمد افو
6 أبريل، 2019
محمد أفو
كتب المستتر المستنير صاحب البيان وصاخب البنان ” آكس ولد إكس اكرك” عن ملحمة عزيز في البحث عن ” مرابط”.
وذكر من بين ما ذكر محامد سيقت في مقام الذم، غُمرت بجمال السبك وحسن الاستشهاد.
لا تعوز الخطيب حيلة ولا تقف بينه وبين غايته الحقيقة. يقول صلى الله عليه وسلم : ” إنكم تختصمون إلي ، وإنما أنا بشر ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع منكم ، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة”.
وحدها اللغة قد تحيل الباطل حقا بحيلتها، حتى انها تقتطع للبليغ قطعة من النار وهو بين يدي سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
وسأتجاوز هفوات المثقف الذي يصنف الناس إيحاء إلى” طلبة وعرب ” وهو إحياء شكل جسر مرور مستساغ ممن يستهلكون الرمزية دون وعي ولا غربلة.
فما كان في أيام ” لعرب” من يوكل خلافته المدججة بالسلاح ل “لمرابط ” لكن ايام الدولة ساست ما يعتصم به الفتيان ويعتمرونه من معايير الفتوة.
هناك زمن ولت مقبلاته إلى مدراته وانطوى، لكنه مازال حفيا بذاكرة تمجد البيان على حساب التبيين.
ودعنا نعمق مدارسة التاريخ علنا نحظى من عوائد العرب واعرافها مايكفي خلة الأخلاق دون تحصن بحدود المنكب الذي يعيب النقيض ونقيضه تحسبا للدوائر.
فهل كان على “لمرابط” أن يخون الأمانة فيطعن حيث عبت الطعن على مستامِنه؟
هذا ولم يفعل فماذا لو فعل؟ أكان ليحظى بمديحية توازي هجائية ” لمرابط الحلم”؟ ام ان الشيء لن يذكر بالشيء؟
هو إذا حفظ للعهد وصون للأمانة مع ” زهد في الحكم” ( حسب تعبيركم). فباي لغة آسرة جعلت أعظم الخصائص مذمة؟ فمن صان العهد وحفظ الأمانة وكره الحكم – حسب خطة الإلفات البيانية – ، إنما يفعل ذاك خوفا أو طمعا أو كليهما لا لشيء غير أنه ” مرابط” ( كل ذلك حسب ميثولوجيا المنكب) فماذا عن قيم الشرف وحسن السياسة والتدبير؟
ثم لنسلم تسليمنا لسحر البيان، بمعيار “استعريب واستطليب” لكننا سنجد وصفا آخر ل “مرابط” آخر ساس الملك بترصد الدبيب وتعويم الخصومة تحت خارق المكر والدربة وقوة الشكيمة ومهارة التدبير.
فبأي ” لمرابطين” سنحسن تلمس الميتولوجيا المنكبية ، دون ان تعكر سلوتنا للموروث نقائض الوصف والموصوفان؟
ثم لماذا لا نحتكم للمنطق حين ضاق بنا الذي عرفناه؟ و هل نضب ضرع العاشية أم باتت حيث عشت؟
أضاقت الدنيا على ” العربي عزيز ” حتى لم يجد غير هذا ” لمرابط” الزاهد في الحكم، والأمين على السلاح؟ ( والوصف لكم).
هل غابت عن بصره أم عن بصيرته كل تلك النياشين المعتمرة مناكب أبناء الوطن من ابناء عمومته ومن ” أولاد” الإمارات ؟
او ليس من اخلاق “لعرب” – حسب ذات الميتولوجيا – تأمين المستأمِن وحماية الظهر والحمية العصبية؟
ليكن ما قلت.. اختار عزيز صاحبه لأنه زاهد في السلطة وحليف سلاح مستأمن لا يغدر .
إذا كان فعل ذلك حقا لهذه الإعتبارات، فقد فعل حسنا وكفر عن بعض سيئه. إذا استامن اللصُ قافيا ودونه اللصوص، فذاك ليس من عجائب الشذوذ وإنما من عجائب اللغة والبيان.
ولا عَيْبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهُم .. بهنَّ فُلولٌ منْ قِراعِ الكتائِبِ