المستعرضغرافيتي

“مغال طوبي” الباب المشرع لتعزيز العلاقات التاريخية بين موريتانيا والسنغال

رؤيا بوست: انتجهت الصوفية في السنغال نمطا أخرجها من بين عباءة الرهبة والإرهاب، و كما يقال بأن الصوفية في السنغال روحية افترست التطرف، فهي كذلك باب تعزيز العلاقات بين نواكشوط وداكار، حيث  رسم هذا الاتجاه الديني والمريدية بشكل أخص علاقات متجذرة مع الشناقطة على مر الحقب.

فالطرق الصوفية لم تضرب مثالاً واضحاً في التفاعل الإيجابي في الدول التي انتشرت فيها، كما فعلت في السنغال، رغم انتشارها الواسع في غرب القارة السمراء.

وزير الشؤون الإسلامية يتوسط بعض احفاد ومريدي الخليفة العام للمريدية بالسنغال

عوامل مشتركة عديدة بين موريتانيا والسنغال عززها الدين الإٍسلامي، والجوار و الترابط العرقي، والمصالح الاقتصادية، وعلاقات المصاهرة خاصة في الأسر الصوفية الكبيرة بالجارة الجنوبية.

وقد شكّلت السنغال معقلاً رئيساً للمدارس الصوفية، ليس في غرب القارة السمراء فحسب؛ بل في إفريقيا كلّها، لكن اللافت أن غالبية شيوخ الطرق إما تلقوا تعليمهم في موريتانيا، أو تتلمذوا على مشائخ وعلماء موريتانيين قديما وحديثا، ما عزز وشائج العلاقة الممتدة عبر الحقب الزمنية وتاريخ البلدين.

وهو ما جعل الحكومة الموريتانية تطرق هذا الباب المشرع لما يحمله من دلالات، حيث أوفدت وزير الشؤون الإٍسلامية والتعليم الأصلي لأول مرة سعيا لتمثيلها في هذا المحفل الكبير، الذي يؤمه قرابة ثلاثة ملايين مسلم في عيد “مغال طوبي” كل عام.

وقد أِشادت تقارير الصحف السنغالية بمداخلة الوزير أمام مشائخ الطريقة المريدية، مذكرا الخليفة العام الشيخ امباكي بعمق العلاقة التاريخية بين شيوخ ومحاظر العلم في موريتانيا والسنغال.

كما أوردت الصحف أن الجهات الرسمية السنغالية عبرت عن ارتياحها لهذه الزيارة  التي خلفت انطباعا إيجابيا لدى السنغاليين على المستوى الرسمي والشعبي.

وسعيا لترسيخ مفاهيم حداثية للصوفية كالتعددية والتسامح ، والتعايش، واحترام الآخر، وكسر المفهوم المتخيل للصوفي  الذي يعيش تحت سيطرة الخرافة  والمغالاة، والزهد المفضي إلى الرهبانية، حيث استطاع مؤسس الطريقة المريدية إقناع مريديه بأنّ العمل والكفاح والإنتاج هي ميادين الجهاد الحقيقية للمسلم، وأن الخلاص الحقيقي يكمن في الإنتاج والعمل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق