ما لم يتم نشره عن أزمة MAI: فخر الأسطول التي أقلت الرئيس بمحرك مستعمل(حصري)
21 مارس، 2018
رؤيا بوست: حصلت رؤيا بوست على معلومات حصرية تتضمن تفاصيل تقنية هامة عن أسطول الشركة الموريتانية للطيران الدولي MAI، وتفيد المعلومات أن طائرة “آوكار” 737MAX-8 فخر الأسطول الوطني وأحدث طائراته _التي ابتاعتها الشركة من “المصنع” بمبلغ 115 مليون دولار_ تم شرائها عبر وسيط جنوب أفريقي ولم تعقد الموريتانية للطيران الصفقة بشكل مباشر مع شركة بوينغ بداية، وهو ما تسبب في شراء طائرة بمحرك مستعمل وينتظر أن تخضع لفحص تقني بعد اسبوعين في فرنسا لدى شركة CFM –56 International وهي شركة عالمية مختلطة بين جنرال الكتريك الامريكية وسفران الفرنسية General Electric et Safran صاحبة محرك LEAP الذي تم تركيبه وهو يعاني من خلل (EEC (Electronic,engine,control ما يفيد بأنه مستعمل من قبل، وقد تم التركيب في مصنع بوينغ التي تتعاقد مع CFM لاقتناء محركات الطائرات حسب ما افاد خبراء بوينغ.
وسيكلف محرك LEAP النفاث اعبائا كثيرة حيث ستخضع الطائرة لعملية فحص المحرك في فرنسا وفي حالة كانت هناك مشكلة سيتم خلع المحرك واستبداله بآخر سيصل من شركة بوينغ حسب مقتضى الصفقة، وبعد صيانة المحرك تعود الطائرة من جديد لباريس ويتم استبدال محرك بوينغ الجديد بمحركها الذي خضع للصيانة، الشيء الذي سيكلف الشركة تكاليف إضافية باهظة.
ومؤخراً قامت شركة CFM International بتصنيع محرك Leap ، وهو محرك حديث ومتطور ، بكفاءة استهلاك الوقود بنسبة 15٪ اقل ، على متن طائرات الجيل الجديد .
ويعتقد أن صفقة اقتناء بوينغ ماكس قد شهدت سبعة ملايين دولار كعمولات، حيث يشكل المحرك ما بين 25-30% من سعر الطائرة الإجمالي.
حيث أن سعر محرك LEAP 373 MAX -8 جديد يتراوح بين 15-20 مليون دولار والطائرة بمحرك مستعمل فهل تم التوقيع على شراء محرك جديد؟
البوينغ737MAX-8 هي طائرة تستخدم لأول مرة من قبل شركة طيران أفريقية لا جدال في ذلك، لكن هل من المعقول أن تشتري شركة طيران ناشئة طائرة حديثة بهذه المواصفات تتحمل تكاليف إخفاق التجارب، ألم يكن من المفيد شراء طائرات من ذات النوع الموديل المملوك للشركة كما تفعل جل شركات الطيران في العالم.
أسطول غير متكامل!
المشكلة الأساسية أن الأسطول غير متكامل ليس من عينة واحدة رغم أنه من شركة واحدة باستثناء طائرة امبراير، وهو اكبر خطأ ارتكتبه الإدارة التقنية لأن الأسطول يمكن أن يتوقف جميعه في يوم واحد وهو ما حصل تقريبا منذ أيام.
حيث انه لا يمكن الاستعانة بأية قطعة غيار لإحدى الطائرات في حال تعطلة طائرة اخرى لأن طائرات الأسطول ليست من ماركة واحدة.
تفاصيل الأسطول الجوي
بوينغ 737-800 خضعت لصيانة من نوع C في فرنسا وقد وصلت بخللين فنيين ولم تقم بأي رحلة بعد الصيانة.
بوينغ 737-700 خضعت لصيانة من نوع C في جمهورية مصر العربية ولا زالت هناك.
R45 صغيرة الحجم خضعت لصيانة منذ شهر وقد عادت من البرتغال بعد أن خضعت لصيانة ضمن صفقة مشبوهة.
737-500 طائرة كلاسيكية – أحد محركاتها مؤجر في صفقة مشبوهة- تقوم بالرحلات حاليا وستتوقف في هذا الشهر بسبب نفاد عمرها الافتراضي، إن لم تخضع لصيانة عامة ولن تقوم بها لأنها مكلفة جدا، حيث أن تكاليف الصيانة تقارب ثمنها .
بوينغ 737 MAX-8 غادرت برئيس الجمهورية نحو كيغالي، وهي طائرة تم اقتنائها في صفقة يمكن تسميتها بصفقة القرن في تاريخ الطيران المدني الموريتاني حيث تم اقتنائها عبر وسيط جنوب افريقي له علاقة خاصة بالمدير التقني المقال حيث شوهد معه في منطقة لخريزة في بوادي لبراكنة.
وكان يزوره تباعا في أحد الفنادق قبل عقد الصفقة، وتقول بعض المصادر أن الوسيط الجنوب افريقي قدم عربونا لاقتنائها وعندما طلبت موريتانيا اقتناء طائرة بمواصفاتها اخبرتها بوينغ بأنه لم يعد لديها حاليا سوى طائرة واحدة تم شرائها من قبل هذا الوسيط ويمكنها التفاوض معه.
لكن أحد محركاتها مستعمل وقد قبل المدير التقني الدخول في هذه الصفقة بدون علم المدير العام للشركة _فيما يبدو_ لأنه ليست له علاقة بالأمور التقنية.
الكادر البشري:
الصفقة الأخرى هي قضية التقنيين حيث أن الشركة انشئت منذ سبعة سنوات أو اكثر وليس لديها بديل للتقنيين المتقاعدين اللذين ظلت الإدارة التقنية ترفض اكتتاب بدلاء لهم رغم أن غالبيتهم محال للتقاعد، ولم يتم ذلك إلا من قبل الإدارة العامة الجديدة التي اصرت على اكتتاب تقنيين شباب وظل المدير المقال يمنعهم الاستفادة من التكوين الخارجي الذي كان جله للمتقاعدين ولم يستفد أي من التقنيين المكتبيين حديثا من تكوين خارجي، مع رواتب زهيدة تفوقها حتى رواتب عمال النظافة في الشركة الموريتانية للطيران.
بالرغم من أن التقنيين الجدد خريجو كليات معروفة بالاختصاص في الطيران وبشهادة المكونيين اللذين اوفدتهم شركة بوينغ الامريكية للقيام بدورة تكوينية على الطائرة الجديدة حيث كان تفوق التقيين الجدد واضحا في لوائح ونتاج مكوني شركة بوينغ.
وتقول مصادر رؤيا بوست أن جميع التقنيين المتقاعدين عبء على الشركة باستثناء ثلاثة MCC ميكانيكي مشرف، و رئيس فريق تقني، وMCC ميكانيكي مشرف.
ويتقاضى التقنيون رواتب تصل ل150 ألف قديمة ويعملون ساعات إضافية تصل ل15 ساعة وهو ما يخالف معايير الطيران.
وللإدارة التقنية الجديدة خبرة محترمة حيث عمل المدير الحالي تقنيا خارج الوطن، لكن الإرادة في تكوين اجيال جديدة من التقيين لتوفير البديل للشركة الوطنية بدل سابقيه غير موجودة رغم أن المعايير الدولية للشركات تلزم بها.
حيث تفتخر شركات الطيران بحجم الطاقة التشغيلية بما فيها شركة CFM التي تقول على موقعها الرسمي بأن اختراع محرك LAEP وحده مكن من خلق 6000 فرصة عمل.
وصول رئيس الجمهورية إلى كيغالي صورة AMI
وتعد شركة الطيران من أولويات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز حيث ضخت فيها الحكومة مئات ملايين من الدولار بغرض اقتناء اسطول وطني حديث، كما تهدف لاستيعاب البطالة من التقيين والطيارين وغيرهم من الفنيين إلا أن بعض الايادي ظلت تحافظ على تقاليد الفساد .
وقد كانت لتقارير رؤيا بوست صدى داخل الشركة تسبب في إقالة بعض المسؤولين عن هذه الصفقات، والمهتمين ببعض التجاوزات من بينهم المدير التجاري، وكذلك المدير التقني للشركة.
المعلومات التي نشرتها رؤيا بوست يؤكدها تقرير مكتب باركلي الذي تعاقدت معه الحكومة الموريتانية ونشر تقررا حول عدم شفافية صفقات الموريتانية للطيران بشكل تام.